للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عِرْقٌ أَبيض تَحْفُرُهُ الحُمُرُ بِحَوَافِرِهَا، وَالْوَحْشُ كُلُّهُ يأْكل ذَلِكَ العِرْقَ لِحَلَاوَتِهِ وَطِيبِهِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الرُّواةِ تَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ وَهِيَ مِنَ الجَنْبَةِ؛ قَالَ عَبِيد:

أَو شَبَبٌ يَحْفِرُ الرُّخامى ... تَلُفُّهُ شَمْأَلٌ هَبُوبُ «١»

. والرُّخاءُ: الرِّيحُ اللَّيِّنَةُ، وَهِيَ الرُّخامى أَيضاً. والرُّخامى: نَبْتٌ تَجذُبه السَّائِمَةُ، وَهِيَ بَقْلة غَبْرَاءُ تَضْرِبُ إِلى الْبَيَاضِ، وَهِيَ حُلْوَةٌ لَهَا أَصل أَبيض كأَنه العُنْقُرُ، إِذا انْتُزِعَ حَلَب لَبَنًا، وَقِيلَ: هُوَ شَجَرٌ مِثْلَ الضَّالِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

تَعاطى فِراخَ المَكْرِ طَوْراً، وَتَارَةً ... تُثِيرُ رُخاماها وتَعْلَقُ ضالَها

وَقَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ فِي الرُّخامى، وَهُوَ نَبْتٌ، يَصِفُ فَرَسًا:

إِذا نَحْنُ قُدْناه تَأَوَّدَ مَتْنُهُ، ... كعِرق الرُّخامى اللَّدْنِ فِي الهَطَلانِ

وَقَالَ مُضَرِّسٌ:

أُصُولُ الرُّخامى لَا يُفَزَّعُ طائِرُه

. والرُّخامَةُ، بِالْهَاءِ: نَبْتٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: والرَّخَمُ اللَّبَنُ الْغَلِيظُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الرُّخُمُ كُتَلُ اللِّبإِ. والرَّخَمَةُ: طَائِرٌ أَبقع عَلَى شَكْلِ النَّسْر خِلْقةً إِلا أَنه مُبَقَّعٌ بِسَوَادٍ وَبَيَاضٍ يُقَالُ لَهُ الأَنُوقُ، وَالْجَمْعُ رَخَمٌ ورُخْمٌ؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:

فلَعَمْرُ جَدِّك ذي العَواقِب حَتَّى ... انْتَ عِنْدَ جوالِبِ الرُّخْمِ

ولعَمْرُ عَرْفِكَ ذِي الصُّماحِ، كَمَا ... عَصَبَ السِّفارُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ

وخصَّ اللِّحْيَانِيُّ بالرَّخَمِ الْكَثِيرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا إِلَّا أَن يَعْنِيَ الْجِنْسَ؛ قَالَ الأَعشى:

يَا رُخَماً قاظَ عَلَى مَطْلُوبِ، ... يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ

وَفِي حَدِيثِ

الشَّعْبِيِّ: وَذَكَرَ الرَّافِضَةَ فَقَالَ لَوْ كَانُوا مِنَ الطَّيْرِ لَكَانُوا رَخَماً

؛ الرَّخَمُ: نَوْعٌ مِنَ الطَّيْرِ، وَاحِدَتُهُ رَخَمةٌ، وَهُوَ مَوْصُوفٌ بالغَدْر والمُوقِ، وَقِيلَ بالقَذَر؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: رَخِمَ السّقاءُ إِذا أَنْتن. واليَرْخُوم: ذَكَرُ الرَّخَمِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَمَا أَدري أَيُّ تُرْخَمٍ هُوَ، وَقَدْ تُضَمُّ الْخَاءُ مَعَ التَّاءِ، وَقَدْ تُفْتَحُ التَّاءُ وَتُضَمُّ الْخَاءُ، أَي أَيُّ النَّاسِ هُوَ، مِثْلَ جُنْدَبٍ وجُنْدُبٍ وطُحْلَبٍ وطُحْلُبٍ وعُنْصَرٍ وعُنصُرٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تُرْخُمٌ تُفْعُلٌ مِثْلَ تُرْتُبٍ، وتُرْخَمٌ مِثْلَ تُرْتَبٍ. ورَخْمانُ: مَوْضِعٌ. ورَخْمانُ: اسْمُ غارٍ بِبِلَادِ هُذَيلٍ فِيهِ رُمِي تأبَّطَ شَرًّا بَعْدَ قَتْلِهِ؛ قَالَتْ أُخته تَرْثِيهِ «٢».

نِعْمَ الْفَتَى غادَرْتُمُ بِرَخْمانْ، ... بثابِتِ بْنِ جابِرِ بْنِ سُفْيانْ،

مَنْ يَقتل القِرن ويَرْوي النَّدْمانْ

وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ شِعْب الرَّخَمِ بِمَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى. وتُرْخُمٌ: حَيٌّ مِنْ حِمْيَر؛ قَالَ الأَعشى:

عَجِبتُ لآلِ الحُرْقَتَينِ، كأَنَّما ... رَأَوْني نَقِيّاً من إِيادٍ وتُرْخُمِ


(١). في قصيدة عبيد: يرتعي بدل يحفر
(٢). قوله [أُخته ترثيه] كذا في الأَصل، والذي في التكملة للصاغاني ومعجم ياقوت: أُمه

<<  <  ج: ص:  >  >>