للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَرِيضُ النَّحْرِ فيهِ دَفاً

أَي انْحِناء، يُقَالُ: رَجُلٌ أَدفى، قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي الْمُعْتَلِّ، قَالَ: وَجَاءَ بِهِ الْهَرَوِيُّ فِي الْمَهْمُوزِ رَجُلٌ أَدْفَأُ وامرأَة دَفْآءُ. وَرَجُلٌ أَدْفى إِذَا كَانَ فِي صُلْبِهِ احْدِيدابٌ. وَرَجُلٌ أَدْفى، بِغَيْرِ هَمْزٍ، أَي فِيهِ انْحِناء. وأَدْفَى الظَّبْيُ إِذَا طَالَ قَرْناهُ حتَّى كَادَا يَبْلُغانِ مُؤخَّره. أَبو زَيْدٍ: الدَّفْواء مِنَ المعْزَى الَّتِي انْصَبَّ قَرْناها إِلَى طَرَفَي عِلْباوَيْها. ووَعِلٌ أَدْفَى بَيّنُ الدَّفَا: وَهُوَ الَّذِي طَالَ قَرْنه جِدّاً وذَهَبَ قِبَلَ أُذُنَيْهِ. ودَفَا الجَرِيحَ دَفْواً: أَجْهَزَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن قَوْمًا مِنْ جُهَيْنَةَ جاؤُوا بأَسير إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَرْعُدُ مِنَ البَرْد فَقَالَ لَهُمُ اذْهَبُوا بِهِ فأَدْفُوه

؛ يُرِيدُ الدِّفْءَ مِنَ البَرْدِ، وَهِيَ لُغَتُهُ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَذَهَبُوا بِهِ فَقَتَلُوهُ، وَإِنَّمَا أَراد أَدْفِئُوه مِنَ الْبَرْدِ فَوَداه رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ودَفَوْتُ الجَرِيحَ أَدْفُوه دَفْواً إِذَا أَجْهَزْتَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ دافَيْتُه وأَدْفَيْتُه. والدَّفْوَاءُ: الشَّجَرَةُ الْعَظِيمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَعْضِ أَسفاره أَبْصَرَ شَجَرَةً دَفْوَاء تُسَمَّى ذاتَ أَنْواطٍ لأَنه كَانَ يُناطُ بها السلاحُ وتُعْبَدُ دونَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

والدَّفْوَاءُ: الْعَظِيمَةُ الظَّلِيلةُ الكثيرةُ الفُروع والأَغْصان وتَكُونُ المائلةَ. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَدْفَيْتُ واسْتَدْفَيْتُ أَي لَبِسْتُ مَا يُدْفِيني. قَالَ: وَهَذَا عَلَى لُغَةِ مَنْ يَتْرُكُ الْهَمْزَ. الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَكُمْ فِيها دِفْءٌ، قَالَ: الدِّفْءُ كُتِبَ فِي الْمَصَاحِفِ بِالدَّالِ وَالْفَاءِ، وَإِنْ كُتِبَتْ بِوَاوٍ فِي الرَّفْعِ وَيَاءٍ فِي الْخَفْضِ وأَلف فِي النَّصْبِ كَانَ صَوَابًا، وَذَلِكَ على ترك الهمز.

دقا: دَقِيَ الفَصيل، بِالْكَسْرِ، يَدْقى دَقىً وأَخِذَ أَخَذاً إِذَا شَرِبَ اللَّبَنَ وأَكثر حَتَّى يَتَخَثَّرَ بَطْنُه ويَفْسُدَ ويَبْشَمَ ويَكْثُرَ سَلْحُه. يُقَالُ: فَصِيلُ دَقٍ، عَلَى فَعِلٍ، ودَقِيٌّ ودَقْوَانُ، والأُنثى دَقِيَة، وَهُوَ فِي التَّقْدِيرِ مِثْلُ فَرِحٍ وفَرِحَة، فَمَنْ أَدْخَل فرْحانَ عَلَى فَرِحٍ قَالَ فَرْحانُ وفَرْحَى، وَقَالَ عَلَى مِثَالِهِ دَقْوَانُ ودَقْوَى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأُنثى دَقْوَى؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي الدَّقَى:

إِنِّي، وإنْ تُنْكِرْ سُيوحَ عَباءَتي، ... شِفاءُ الدَّقى، يَا بَكْرَ أُمِّ تَمِيمِ

يَقُولُ: إِنَّكَ إِنْ تُنْكِرْ سُيوحَ عَبَاءَتِي يَا جملَ أُمِّ تميمٍ فَإِنِّي شفاءُ الدَّقى أَي أَنا بصيرٌ بِعِلَاجِ الإِبِلِ أَمنع مِنَ البَشَمِ، لأَني أَسقي اللبنَ الأَضيافَ فَلَا يَبْشَم الفَصِيلُ، لأَنه إِذَا سُقِيَ اللَبنَ الضَّيْفُ لَمْ يَجِدِ الفصيلُ ما يَرْضَعُ.

دكا: ابْنُ الأَعرابي قَالَ: دَكا إِذَا سَمِنَ، وكَذَا إذا قَطَع.

دَلَا: الدَّلْوُ: مَعْرُوفَةٌ وَاحِدَةُ الدِّلاءِ الَّتِي يُسْتَقَى بِهَا، تذكَّر وتؤنَّث؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

تَمْشي بِدَلْوٍ مُكْرَبِ العَراقي

والتأْنيث أَعلى وأَكثر، وَالْجَمْعُ أَدْلٍ فِي أَقل الْعَدَدِ، وَهُوَ أَفْعُلٌ، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِوُقُوعِهَا طَرَفًا بَعْدَ ضَمَّةٍ، وَالْكَثِيرُ دِلاءٌ ودُلِيٌّ، عَلَى فُعولٍ، وَهِيَ الدَّلاةُ والدَّلا بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ، الْوَاحِدَةُ دَلاةٌ؛ قَالَ الجُمَيح:

طَامِي الجِمامِ لَمْ تُمَخِّجْه الدَّلا

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ وَنَسَبَهُ لِلشَّمَّاخِ؛ وأَنشد لِآخَرَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>