للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إن الإعلام عن ذلك كله، لم يأت إلا في اليوم الرابع من العدوان، بينما كان الجيش العربي يواجه طيلة أربعة أيام، العدو من غير وقاية جوية في أرض لا يجد فيها الجندي غابة استوائية تقيه، كما وجد الجندي في فيتنام.

هل كان من صالح القيادة العربية أن تكتم السر؟

إن الذين سجلوا اعترافها في اليوم الرابع، وأصابهم هذا الاعتراف كقذيفة تصيب صدورهم، هؤلاء يعرفون أن (السر) الذي يعرفه العدو، ولا نكشفه للمواطنين لهو سر خطير.

إن الصراع النفسي، أو حرب الأعصاب كما يقولون، له قواعد لا يجوز الحياد عنها. وإذا لخصنا ما نقول فإننا نلخصه بهذه العبارة: إذا كانت الحقيقة سلاحا وكان الكذب سلاحا، فالأولى استعمال السلاح الأول لأن أسوأ نتائجه أقل سوءا من نتائج الكذب.

ولا شك أن نية القيادة في الاحتفاظ بالسر كانت نية طيبة، لأنها لا تريد إزعاج الرأي العام، ولكنها قدرت الأمر تقديرا خاطئا، إذ الواقع سيكشف السر، وحينئذ يتعرض الرأي العام إلى صدمة أكبر مما لو علمه من قياداته.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإذا نظرنا إلى القضية في خواتيمها نلاحظ أن صحافتنا مافتئت تتحدث، في سائر أجهزة إعلامنا عن ضرورة اليقظة والانتباه، وأصبحت كلمة (حذر) تتردد في كل مكان هذه الأيام.

حسن! إنه لحسن جدا .. !

ففي كل موقف أقل ما يجب على المواطن الانتباه لكل ما يدور حوله في وطنه، دون حقد على الأجنبي، ولا ضغط على أحد، ولا عقلية بوليس، بطبيعة الحال.

<<  <   >  >>