للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب ذكر الفصل الخامس، وهو النّظر وما تصرّف منه

في القرآن [الكريم] على وجوه كثيرة:

منها: النّظر بالعين، نحو قوله، عزّ وجلّ: إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (١)، أي:

تنظر الله، عزّ وجلّ، في الآخرة بأعينها، كما روى جرير بن عبد الله (٢) عن النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم: (إنّكم ترون ربّكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامّون في رؤيته)، أي: لا تزدحمون ولا تدافعون.

ومثل ذلك: يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ (٣)، وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٤)، وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ (٥)، وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ (٦)، وانْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ (٧)، وما كان مثله إذا كان متعدّيا بحرف جرّ.

ومنها: النّظر بمعنى الاعتبار والتّفكّر، نحو قوله: عزّ وجلّ: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (٨)، أي: أفلا يعتبرون في خلقها. ومثله:

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٩)، وأَ وَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (١٠)،


(١) القيامة ٢٣.
(٢) البجلي، صحابي، ت نحو ١ هـ. (أسد الغابة ١/ ٣٣٣، والإصابة ١/ ٤٧٥). والحديث في الفائق ٣/ ٣٣٥، والنهاية ٣/ ١٠١.
(٣) محمد ٢٠. و (عليه من الموت): ساقط من المطبوع.
(٤) البقرة ٥٠ ..
(٥) البقرة ٢٥٩.
(٦) طه ٩٧.
(٧) الأنعام ٩٩.
(٨) الغاشية ١٧.
(٩) الطارق ٥.
(١٠) الأعراف ١٨٥.

<<  <   >  >>