للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للنبي صلى الله عليه وسلم - قالها ثلاث مرات- فقال رسول الله لمجير: فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، قال: يا ابن سلام اخرج عليهم، فخرج، فقال: يا معشر اليهود، اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق، فقالوا: كذبت، [شرنا، وابن شرنا]، ووقعوا فيه» (١).

وهذه أول تجربة تلقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود عند دخول المدينة (٢).

ومن حسن سياسته صلى الله عليه وسلم أنه وافق على إخفاء عبد الله بن سلام حتى يسأل اليهود عن مكانته بينهم، وعندما أثنوا عليه، ورفعوا من قدره أمره بالخروج فخرج وأعلن شهادته، وأظهر ما كان يكتمه اليهود من صدق النبي صلى الله عليه وسلم ثم ضبطهم صلى الله عليه وسلم بالمعاهدة التي ستأتي.

٣ - المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: كما قام النبي صلى الله عليه وسلم بالبدء ببناء المسجد ودعوة اليهود إلى الإسلام، قام صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وهذا من الرشد، والكمال النبوي، والنضج السياسي، والحكمة المحمدية (٣).

آخى بينهم صلى الله عليه وسلم في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلا، نصفهم


(١) البخاري مع الفتح، في كتاب أحاديث الأنبياء ٦/ ٣٦٢، وفي كتاب مناقب الأنصار٧/ ٢٥٠، ٧/ ٢٧٢، والألفاظ من المواضع الثلاثة، وانظر أيضًا. البخاري مع الفتح ٨/ ١٦٥، والبداية والنهاية ٣/ ٢١٠.
(٢) انظر: الرحيق المختوم ص١٧٥، وهذا الحبيب يا محب ص ٧٥، وفقه السيرة لمحمد الغزالي ص ١٩٨، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر٢/ ١٧٣.
(٣) انظر: هذا الحبيب يا محب، لأبي بكر الجزائري ص ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>