للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاة إلا وأنا أذكر قولك، ثم قام ومضى (١).

٢ - قيل لسعيد بن المسيب: ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يحركك ولا يؤذيك؟ قال: والله ما أدري، إلا أنه دخل ذات يوم مع أبيه المسجد صلّى صلاة لا يتم ركوعها ولا سجودها، فأخذت كفّا من حصى فحصبته بها. قال الحجاج: فما زلت أحسن الصلاة (٢).

وهذا من أعظم المواقف الحكيمة لسعيد بن المسيب - رحمه الله -؛ فإن الحكمة وضع كل شيء في موضعه، وقد تنفع الشدة والقوة إذا كانت الحكمة تقتضي ذلك، فسعيد رأى أن من الحكمة استخدام هذا الأسلوب مع الحجاج؛ ليحسن صلاته، فنفع الله بذلك الحجاج كما ذكر هو عن نفسه، وأنه ما زال يحسن الصلاة بعد ذلك، فرحم الله سعيد بن المسيب، وجزاه خير الجزاء.


(١) انظر: البداية والنهاية ٩/ ١١٩، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٤/ ٢٢٦.
(٢) انظر: الطبقات لابن سعد ٥/ ١٢٩، وحلية الأولياء لأبي نعيم ٢/ ١٦٥، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>