للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراهبين، ولم يبق مُنكِرٌ لذلك إلا أحمد ومحمد بن نوح، ثم مات ابن نوح، وبقي أحمد وحده، فثبت واستعان بالله، فأثبت للناس أن القرآن كلام الله بقوله ومناظرته وفعله، وصبره على العذاب في عهد المأمون، ثم المعتصم (١) ثم الواثق، ولولا الله وحده ثم الإمام أحمد لساد القول بخلق القرآن بين المسلمين، وخاصة عامة الناس، ولكن الناس ينظرون إلى أحمد وثباته وحججه وبراهينه، فثبتوا على القول بأن القرآن كلام الله، منه بدأ وإليه يعود، وإن لم يظهروا ذلك للدولة، ولكن يعتقدون ذلك بقلوبهم، فحفظ الله كتابه، وأظهر الحق على يد الِإمام أحمد -رحمه الله تعالى- بهذه المواقف الحكيمة.


(١) المعتصم: هو محمد بن هارون الرشيد، ولد سنة ١٨٠هـ، وأمه أم ولد، بويع في عهد المأمون في ١٤/ ٧ / ٢١٨هـ، وامتحن الناس بخلق القرآن، وشدد على الإمام أحمد وضربه بالسياط، وكتب إلى الأمصار يأمرهم بالقول بخلق القرآن، وبقي القول بخلق القرآن حتى أزاله المتوكل بعد ١٤ عامًا. مات المعتصم في ١١/ ٣ / ٢٢٤هـ، وله ٤٧ سنة وسبعة أشهر. انظر: سير أعلام النبلاء ١٠/ ٣٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>