للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - بدأ بدعوته في عشيرته: بعد أن تسلح بسلاح العلم النافع ومعرفة أحوال الناس بدأ بدعوته في عشيرته في بلدة العيينة، وواصل طلب العلم، ورحل في طلبه، ثم رجع إلى حريملاء، وذلك -والله أعلم- سنة ١١٤٠هـ، لأن والده انتقل إليها سنة ١١٣٩هـ وأخذ يسلك طريق الحكمة في إزالة الشِّركِيات في الأقوال والأفعال، وتوفي والده سنة ١١٥٣هـ، فجهر بالدعوة وازداد نشاطه، وجلس للتدريس والإفادة وتقرير العقيدة وتثبيتها في نفوس أهل حريملاء، ونشر شرائع الإسلام وكاتب العلماء والأمراء، فكثر طلابه؟ ولكنه لم يجد قوة السلطان لدعم دعوة التوحيد (١) فسلك طريق الحكمة للبحث عن ذلك.

٣ - بحثه عن دعم قوة الدعوة بالسلطان: عندما جرب الشيخ أهل حريملاء، ولم يرَ هناك من يقتلع أصول الشركيات، ولا من يحمي الداعية والدعوة حتى تنجح، ولا يمكن أن يُصلح هذه المجتمعات إلا معاول تهدمها، وأيدي سلطة تقلعها؟ لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن (٢) ولذلك خرج الشيخ من حريملاء إلى العيينة، ونزل على أمير العيينة فأكرمه، وعرض عليه الشيخ دعوة التوحيد فقبلها، ونصر الشيخ ودعوته، وألزم الخاصة والعامة بامتثال أمر الله -تعالى-، فأعلن الشيخ دعوته، وهدم القباب على القبور، وقطع الأشجار، وكسر الأحجار التي يقصدها الناس بالعبادة، ولم يبق شجر، ولا حجر، ولا قُبّة على قبر، ولا وثن يعبد في البلاد التي تحت عثمان بن معمر، وأقيم حدّ الزنا، وعلت كلمة الحق.


(١) انظر: بحوث الشيخ لجامعة الإمام محمد بن سعود ١/ ٢٦٤، ١/ ١٠٤، ١٠٥.
(٢) انظر: المرجع السابق، ١/ ١٠٤، ١٠٥، ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>