للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاعدة الرابعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن «الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات» (١) فمن لم يفطن لهذه القاعدة، وأراد أن يتكلم على مسألة مشتبهة بكلام فاصل فقد ضل وأضل.

فهذه ثلاث قواعد ذكرها الله في كتابه، والرابعة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الكلمات مع اختصارهن يدور عليها الدين، سواء كان المتكلم يتكلم في علم التفسير، أو في علم الأصول، أو في علم أعمال القلوب الذي يسمى علم السلوك، أو في علم الحديث، أو في علم الحلال والحرام والأحكام، الذي يسمى علم الفقه، أو في علم الوعد والوعيد، أو في غير ذلك من أنواع علوم الدين (٢).

ومما سبق يتضح للقارئ أن أهم الأصول التي أحياها الشيخ ودعا إليها واهتم بنشرها أكثر من غيرها كالتالي:

(أ) الرجوع بالإسلام وأهله إلى ما كان عليه الصدر الأول؟ لأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وهو التزام الكتاب والسنة لإجماع الأمة.

(ب) تخليص التوحيد مما شابه من الشرك، والوثنية (٣).

(ج) إنكار التوسل الممنوع شرعًا؛ بالأنبياء والأولياء والصالحين، وتبيين التوسل المطلوب والمسنون، وهو التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته


(١) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب الإيمان، باب من استبرأ لدينه، ١/ ١٢٦، وكتاب البيوع، باب الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما متشابهات، ٤/ ٢٩٠، ومسلم، كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات، ٣/ ١٢١٩، وانظر: شرح النووي ١١/ ٢٧.
(٢) انظر: هذه القواعد مع أدلتها بالتفصيل والأمثلة في القسم الثاني من مؤلفات الشيخ في الفقه، المجلد الثاني ص٣، وبحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ١/ ٢٢٦، ٢٧٢.
(٣) والتوحيد ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. والشرك شركان: أكبر يخرج من الملة، وأصغر، وخفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>