للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن هذا الخالق موجود، حي، عليم، قدير، سميع، بصير، حكيم، حفيظ (١) {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: ٢١] (٢) وقال -سبحانه- تذكيرًا لهذا الإنسان الجاحد: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: ٦٧] (٣) {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: ٥٣] (٤).

فبين هذا أن الناس إذا غفلوا عن هذه الفطرة في حال السراء فلا شك أنهم يلوذون إليها في حال الضراء، لعلمهم الفطري أن الله الذي يكشف الشدائد، ولا ملجأ منه إلا إليه، فيسألونه بلسان المقال ولسان الحال، فهل هذه الأمور تحصل إلا لأن الخليقة مفطورة على الاعتراف بربوبية الله ووحدانيته، وأنه النافع الضار وملكوت كل شيء بيده، إلا من فسدت فطرته بالعقائد الفاسدة (٥).


(١) انظر: درء تعارض العقل والنقل ٣/ ١٢٢، ١٢٩، ١٣١، ١٣٧.
(٢) سورة الذاريات، الآية ٢١.
(٣) سورة الإسراء، الآية ٦٧.
(٤) سورة النحل، الآية ٥٣.
(٥) انظر: الرياض الناضرة ص٢٥٢، وعقيدة المسلمين للبليهي ١/ ٧٠، وشرح أصول الإيمان للشيخ محمد بن عثيمين ص١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>