للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما زالت إجابة الداعين أمرًا مشهودًا إلى يومنا هذا لمن صدق مع الله، وأتى بشروط الإجابة.

النوع الثاني: معجزات الأنبياء الحسّية، وهي آيات يشاهدها الناس أو يسمعون بها، وهي من أعظم البراهين القاطعة على وجود مرسلهم؛ لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر، يجريها الله -تعالى- تأييدًا لرسله، ونصرًا لهم.

ومن أمثلة ذلك: الآية موسى صلى الله عليه وسلم حين أمره الله -تعالى- أن يضرب بعصاه البحر، فضربه فانفلق اثني عشر طريقًا يابسًا، والماء بينها كالجبال، قال تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: ٦٣] (١).

ومن آيات عيسى صلى الله عليه وسلم أنه كان يحيي الموتى ويخرجهم من قبورهم بإذن الله، قال تعالى: {وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران: ٤٩] (٢) {وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي} [المائدة: ١١٠] (٣).

ومن آيات محمد صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر، فقد طلبت منه قريش آيةً، فأشار إلى القمر، فانفلق فرقتين، فرآه الناس حقيقة في عهده صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ - وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} [القمر: ١ - ٢] (٤).

وهذه الآيات المحسوسة تدل دلالة قاطعة على وجود الله -تعالى- (٥).


(١) سورة الشعراء، الآية ٦٣.
(٢) سورة آل عمران، الآية ٤٩.
(٣) سورة المائدة، الآية ١١٠.
(٤) سورة القمر، الآيتان ١، ٢.
(٥) انظر: شرح أصول الإيمان، للشيخ محمد بن صالح العثيمين ص١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>