للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من يضع يده على مريض فيشفى، ولا منهم أحد يسقى السم فلا يضره، وهم معترفون بأن يوحنا - صاحب الإنجيل- قتل بالسم وحاشا لله أن يأتي نبي بمواعيد كاذبة، وهذا دليل على تحريف النصارى وتناقضهم وتكذيبهم أنفسهم " (١).

(ب) ومن ذلك ما جاء في إنجيل متى أن عيسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم دعا على شجرة تين خضراء، فيبست التينة في الحال، فتعجب التلاميذ من ذلك، فقال لهم عيسى: " الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان، ولا تشكوا أمر التينة فقط، بل إن قلتم أيضا لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر فيكون " (٢).

وهذا فيه حجة على النصارى، وذلك أن الأمر لا يخلو من أن يكون النصارى مؤمنين بالمسيح صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، أو غير مؤمنين، فإن كانوا مؤمنين، فقد كذبوا المسيح فيما نسبوه إليه في هذه المقالة- وحاشا له من الكذب- فليس منهم أحد قدر على أن يأمر حبة من خردل بالانتقال فتنتقل، فكيف على قلع جبل وإلقائه في البحر!

وإن كانوا غير مؤمنين به فهم بإقرارهم هذا كفار، ولا يجوز أن يصدق كافر (٣).

وبهذا يتبين أن الأناجيل وقع فيها تحريف عظيم، ولا يعتمد عليها، ولا مخرج من هذا التيه إلا بالدخول في الإسلام.


(١) انظر: الفصل لابن حزم ٢/ ١٣٩.
(٢) انظر: الفصل لابن حزم ٢/ ١٣٩، وعزاه المحقق إلى إنجيل متى، الإصحاح ٢١/ ١٨ - ٢٢.
(٣) الفصل في الملل والأهواء والنحل، لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، الإمام الحافظ، ولد سنة ٣٨٤ هـ، وتوفى سنة ٤٥٦ هـ، ٢/ ٩٨.
وانظر: الفصل لابن حزم ٢/ ١٤ - ٢٠٠، والمناظرة بين الإسلام والنصرانية ص ٣٢ - ٤٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>