للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلك الخامس: الثبات عند لقاء العدو:

من عوامل النصر الثبات عند اللقاء وعدم الانهزام والفرار، فقد ثبت النبي صلى الله عليه وسلم في جميع معاركه التي خاضها، كما فعل في بدر، وأحد وحنين. وكان يقول في حنين حينما ثبت وتراجع بعض المسلمين: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب. اللهم نزل نصرك» (١) وثبت أصحابه من بعده. وهو قدوتنا وأسوتنا الحسنة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: ٢١] (٢).

وقال صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» (٣).

المسلك السادس: الشجاعة والبطولة والتضحية:

من أعظم أسباب النصر: الاتصاف بالشجاعة والتضحية بالنفس والاعتقاد بأن الجهاد لا يقدم الموت ولا تؤخره؛ ولهذا قال تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء: ٧٨] (٤).

قال الشاعر:

من لم يمت بالسيف مات بغيره ... تعددت الأسباب والموت واحد

ولهذا كان أهل الإيمان الكامل هم أشجع الناس، وأكملهم شجاعة هو إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ظهرت شجاعته في المعارك الكبرى التي قاتل فيها ومنها على سبيل المثال:


(١) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب من صف أصحابه عند الهزيمة ٦/ ١٠٥، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، ٣/ ١٤٠١.
(٢) سورة الأحزاب، الآية ٢١.
(٣) مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب كراهة تمني لقاء العدو والأمر بالصبر عند اللقاء، ٣/ ١٣٦٢.
(٤) سورة النساء، الآية ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>