للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال: ٩] (١). وقد أمر الله بالذكر والدعاء عند لقاء العدو، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: ٤٥] (٢). لأنه سبحانه النصير فنعم المولى ونعم النصير. وقال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: ١٢٦] (٣). ولهذا كان النبي، صلى الله عليه وسلم يدعو ربه في معاركه ويستغيث به، فينصره ويمده بجنوده، ومن ذلك أنه نظر صلى الله عليه وسلم يوم بدر إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل صلى الله عليه وسلم القبلة ورفع يديه واستغاث بالله، وما زال يطلب المدد من الله وحده مادا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال: (يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك)، فأنزل الله -عز وجل- {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: ٩] (٤) فأمده الله بالملائكة. وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يدعو الله في جميع معاركه، ومن ذلك قوله: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب [مجري السحاب] [هازم الأحزاب]، اهزم الأحزاب. اللهم اهزمهم وزلزلهم، وانصرنا عليهم» (٥). وكان يقول عند لقاء العدو: "اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل" (٦). وكان إذا خاف


(١) سورة الأنفال، الآية ٩.
(٢) سورة الأنفال، الآية ٤٥.
(٣) سورة آل عمران، الآية ١٢٦.
(٤) سورة الأنفال، الآية ٩.
(٥) مسلم، كتاب، الجهاد والسير، باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدو ٣/ ١٣٦٣.
(٦) أبو داود، كتاب الجهاد، باب ما يدعى عند اللقاء، ٣/ ٤٢ والترمذي، كتاب الدعوات، باب في الدعاء إذا غزا، ٥/ ٥٧٢، وانظر صحيح أبي داود ٢/ ٤٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>