للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودائمًا في كل خطواته لا بد من التجريب، والتجربة وحدها لا تكفي عنده، التجربة وحدها لا تكفي عنده، بل لا بد من الاستنباط والنشاط العقلي، تأمل ماذا فعل الرجل فرانيسيس بيكون؟ إنه أحدث ثورة حقيقية في مجال البحث العلمي، مهتديًا بأفكار العرب، ورؤيتهم التي أضافوها إلى منطق أرسطو، فالمنهج العلمي في البحث عن فرانسيس بيكون، يتمثل في الجمع بين التجربة، وبين القياس، أو بعبارة أخرى أدق: هو الذي يجمع بين الاستقراء القائم على التجربة، وبين القياس العقلي المحكم، يجمع بين الاستقراء القائم على التجربة، وبين القياس العقلي المحكم.

أين هذا مما فعله العرب من قبله؟ هل هذا بجديد؟ إطلاقًا، هذا ما سلكه العرب من قبله في بحوثهم، التي أشرنا إليها، ثم ظهر بعد ذلك الفيلسوف الفرنسي ديكارت، في القرن السابع عشر، ورأى أن يضع للعلوم كلها رياضية، وطبيعية منهجًا واحدًا، صور هذا المنهج في مبحثه، أو في بحثه مقال في المنهج، أولًا: هاجم منطق أرسطو، كما هاجمه الفلاسفة من قبله، لماذا هاجمه؟ لأنه يفترض في مقدمات أقيسته، أنها يقينية لا يرقى إليها شك.

ديكارت طبعًا لا يرضى بهذا على الإطلاق، كما سيتضح، أرسطو يفترض في مقدمات أقيسته أنها يقينية لا يرقى إليها شك، طيب ما موقفه من فرانسيس بيكون؟ الفيلسوف السابق ما موقف ديكارت من فلسفة فرانسيس بيكون؟ هاجمها كما هاجم منطق أرسطو، هاجم فرانسيس بيكون لماذا؟ لأنه اعتقد بالتجربة والمشاهدة الحية، في استنباط القوانين الطبيعية، اعتد بالتجربة والمشاهدة الحية في استنباط القوانين الطبيعية.

وبدأ الرجل ديكارت يكشف عن منهجه الجديد، وهو منهج يعتمد على البراهين الرياضية، إذ العقل الإنساني في جوهره يكون وحدة، وما دام هذا العقل يسلم بقوانين الرياضة، فلابد أن تكون قوانينه عامة، تشمل الرياضة والطبيعة معًا، هذه هي وجهة نظر ديكارت، وهو يؤصل لمنهج موحد، يشمل العلوم جميعها

<<  <   >  >>