للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا ظاهر في هذا الخبر في قول طاووس: حيث كان إذا سئل عن شيء من أمر اليتامى قرأ: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة: ٢٢٠] قال الإمام القرطبي رحمه الله: في تفسير هذه الآية: " تحذير: أي يعلم المفسد لأموال اليتامى من المصلح، فيجازي كلا على إصلاحه وإفساده " (١).

وقال سبحانه: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: ٩] (٢).

فينبغي للداعية أن يستخدم أسلوب الترغيب والترهيب في دعوته؛ فإن ذلك مما يؤثر على المدعو (٣).

رابعا: من موضوعات الدعوة: الحث علي الإحسان إلى الأيتام والعناية بمصالحهم: إن من الموضوعات المهمة: الحث على الإحسان إلى اليتامى، والعناية بهم وبمصالحهم، وتربيتهم التربية الإسلامية، والإنفاق عليهم من أموالهم أو من غيرها بالمعروف، وتنمية عقولهم وأموالهم (٤) وقد أمر الله تعالى بالعناية باليتامى في آيات كثيرة ومنها قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ} [النساء: ٣٦] (٥) وحذر سبحانه عن إفساد أموالهم وأكلها بالباطل فقال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: ١٠] (٦).

فعلى الداعية أن يبين للناس أهمية هذا الموضوع، ويوضح لهم ما أوجب الله عليهم من العناية باليتامى، ورعاية مصالحهم الدينية والدنيوية (٧).


(١) الجامع لأحكام القرآن، ٣/ ٦٩، وانظر: تفسير الطبري " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " ٤/ ٣٥٧، وانظر أيضا: الحديث رقم ٧، الدرس الثالث عشر.
(٢) سورة النساء، الآية: ٩.
(٣) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الرابع عشر، ورقم ١١، الدرس السادس.
(٤) انظر: تفسير ابن جرير الطبري " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " ٤/ ٣٤٩، وتفسير القرطبي " الجامع لأحكام القرآن " ٣/ ٦٦ - ٦٩ وفتح الباري لابن حجر ٥/ ٣٩٥، وعمدة القاري للعيني ١٤/ ٦٥.
(٥) سورة النساء، الآية: ٣٦.
(٦) سورة النساء، الآية: ١٠.
(٧) انظر: الحديث رقم ١٠، الدرس الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>