للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبهذا يستحق أولياء الميت ما يدعون (١).

فينبغي للداعية أن يبين للمدعوين ما يحتاجون إليه مما ينفعهم في الدنيا وعند الموت، ومن ذلك بيان الوصية والحث عليها وتوضيحها للناس.

ثانيا: حفظ الإسلام لحقوق الإنسان: في هذا الحديث بيان واضح بأن الإسلام يحفظ حقوق الإِنسان، وهذا يؤكد تأكيدا جازما أن الإسلام هو الذي يصلح لكل زمان ومكان؛ ولهذا اعتنى بحق الإِنسان حتى عند الموت وبعده كما في هذا الحديث (٢).

فعلى الداعية أن يبين للناس عناية الإسلام بحقوق الإنسان، وذلك مما يزيد يقين المسلم ويرغب غيره في الإسلام.

ثالثا: من أساليب الدعوة: القصة: القصة من خير ما يتوصل به الداعية لإِبلاغ دعوته إلى أعماق القلوب؛ لأن النفس تميل إليها، وأبلغ القصص ما جاء في القرآن الكريم، والسنة الثابتة، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى} [يوسف: ١١١] الآية (٣).

وفي هذا الحديث يسوق ابن عباس رضي الله عنهما هذه القصة التي بين فيها للناس ما ينبغي أن يعلمه المسلم عند الوفاة في الحضر أو السفر، فينبغي للداعية أن يستخدم هذا الأسلوب في دعوته (٤).

رابعا: من أساليب الدعوة: الترهيب: لا ريب أن أسلوب الترهيب من الأساليب النافعة؛ لأنه يخوف المدعو ويحذره ما يضره، ويظهر في هذا الحديث المشتمل على الآية: أسلوب الترهيب في


(١) انظر: تفسير الطبري " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " ١١/ ١٥٤ - ٢٠٨، وتفسير البغوي ٢/ ٧٣ - ٧٥، وتفسير القرطبي " الجامع لأحكام القرآن " ٦/ ٣٢٤ - ٣٣٨، وتفسير ابن كثير ٢/ ١٠٥ - ١٠٨.
(٢) انظر: الحديث رقم ٦، الدرس الثاني. .
(٣) سورة يوسف، الآية: ١١١.
(٤) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ٤/ ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>