للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورضوانه، وقد بين الله - عز وجل - أن ذلك من صفات المؤمنين فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ - وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: ٥٧ - ٥٨] (١) وقال عز وجل: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: ٥٧] (٢).

سابعا: من أصناف المدعوين: النساء: لا شك أن الداعية يدعو إلى الله - عز وجل - جميع أصناف الناس، ولكن المقصود: هو استخراج فوائد الحديث الدعوية وإبرازها للاستفادة منها، فقد دل هذا الحديث على أن النساء من أصناف المدعوين؛ ولهذا بين - صلى الله عليه وسلم - لأم الربيع ما أعده الله لابنها من الكرامة والفوز العظيم، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يعظ النساء ويذكرهن، فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار " فقالت امرأة منهن جزلة: ما لنا يا رسول الله، أكثر أهل النار؟ قال: " تكثرن اللعن وتكفرن العشير» (٣).

فينبغي للداعية أن يعتني بأصناف المدعوين ويخاطب كلا على قدر فهمه وعقله، ولكن عليه أن ينتبه للضوابط الشرعية، فلا يخلو بالمرأة غير المحرم، ولا ينظر إلى ما حرم الله عليه، ولا يعرّض نفسه للتهم والريب، ومواطن الشبه.


(١) سورة المؤمنون، الآيتان: (٥٧ - ٥٨).
(٢) سورة الإسراء، الآية: (٥٧).
(٣) متفق عليه: البخاري، كتاب الحيض، باب ترك الحائض الصوم، ١/ ٩٠، برقم ٣٠٤، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان نقص الإيمان بنقص الطاعات وبيان إطلاق الكفر على غير الكفر بالله، ككفر النعمة والحقوق، ١/ ٨٦، برقم ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>