للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - ثم أنزل قوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: ٤٣] (١) فقالوا: لا نشربها عند قرب الصلاة.

٣ - ثم أنزل الله عز وجل قوله: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: ٩٠] (٢) فحرمت إلى يوم القيامة (٣).

وهذا يبين أهمية التدرج في الدعوة على حسب الأحوال والأزمان، والمدعوين (٤) ولهذا قالت عائشة - رضي الله عنها - في التدرج في نزول القرآن: " إنما نزل أول ما نزل منه سور من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدا. . . " (٥).

ثالثا: من تاريخ الدعوة: ذكر تحريم الخمر بعد غزوة أحد: دل الحديث على تاريخ الدعوة إلى تحريم الخمر تحريما مؤبدا، وذلك أن تحريمها كان بعد غزوة أحد، في شهر شوال، سنة ثلاث من الهجرة (٦).


(١) سورة النساء، الآية: (٤٣).
(٢) سورة المائدة، الآية: (٩٠).
(٣) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للإمام الطبري، ٤/ ٣٣١.
(٤) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الثاني.
(٥) البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب تأليف القرآن، ٦/ ١٢٢، برقم ٤٩٩٦.
(٦) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٨/ ٢٧٨، وعمدة القاري للعيني، ١٤/ ١١٣، ١٧/ ١٤٤، ١٨/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>