للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥ - باب ما يتعوذ من الجبن

[حديث تعوذه صلى الله عليه وسلم دبر الصلاة]

٣٦ - [٢٨٢٢] حَدَّثَنَا موسَى بْن إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا أَبو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا عَبْد المَلِكِ بْن عمَيرٍ قَالَ: سَمِعْت عَمْرَو بْنَ مَيمونٍ الأَوْدِيَّ قَالَ: " كَانَ سَعْد (١) يعلِّم بَنِيهِ هَؤلاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا يعَلِّم الْمعَلم الْغِلْمَانَ الْكِتَابةَ، وَيَقول: إِنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَعوَّذ مِنْهنَّ دبرَ الصَّلاَةِ: «اللَّهمَّ إِنِّي أَعوذ بِكَ مِنَ الجبْنِ، وَأَعوذ بِكَ أَنْ أرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العمرِ، وَأَعوذ بكَ مِنْ فِتْنَةِ الدّنْيَا، وَأَعوذ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»، فَحدَّثْت بِهِ مصعَبا فصدَّقه " (٢).

وفي رواية: " كَانَ سَعْد يَأْمر بِخَمْسٍ، وَيَذْكرهنَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كَانَ يَأْمر بهِنَّ: «اللَّهمَّ إِنِّي أَعوذ بِكَ مِنَ الْبخْلِ، وَأَعوذ بِكَ مِنَ الْجبْنِ، وأَعوذَ بِكَ أَنْ أرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعمرِ، وَأَعوذ بكَ مِنْ فِتْنَةِ الدّنْيَا- يَعْنِي فِتْنَةَ الدَّجَّالِ- وَأَعوذ بكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبر» (٣).

وفي رواية: عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: «كَانَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يعَلِّمنَا


(١) سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب، ويقال له: وهيب، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين الأولين، وأحد من شهد بدرا، والحديبية، وأحد الستة أهل الشورى الذين جعل عمر رضي الله عنه أمر الخلافة إليهم، وقد أسلم قديما بعد أربعة وقيل بعد ستة وهو ابن سبع عشرة سنة، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، تعالى، وأول من أراق دما في سبيل الله تعالى، وهو من المهاجرين الأولين، وكان مجاب الدعوة، روى عن رسول الله مائتين وسبعين حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على سبعة عشر، وانفرد البخاري بخمسة، ومسلم بثمانية عشر، واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الجيوش التي بعثها إلى بلاد الفرس، وكان أمير الجيش الذي هزم الفرس بالقادسية، وهو الذي عبر بالخيل دجلة، وهو الذي فتح مدائن كسرى، وبنى الكوفة، وولاه عمر على العراق، وعندما قتل عثمان رضي الله عنه اعتزل سعد الفتن فلم يقاتل في شيء منها، توفي رضي الله عنه سنة خمس وخمسين وقيل سنة إحدى وخمسين، وقيل ست وخمسين، وقيل سبع وخمسين، وقيل ثمان وخمسين بقصره بالعقيق على عشرة أميال وقيل سبعة من المدينة رضي الله عنه. انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ١/ ٢١٣ - ٢١٤، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٩٢ - ١٢٤، والإِصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٢/ ٣٣، وانظر أيضا: إكمال إكمال المعلم للأبي، ٨/ ٢٣٧.
(٢) [الحديث ٢٨٢٢] أطرافه في: كتاب الدعوات، باب التعوذ من عذاب القبر، ٧/ ٢٠٤، برقم ٦٣٦٥. وكتاب الدعوات، باب التعوذ من البخل، ٧/ ٢٠٥، برقم ٦٣٧٠. وكتاب الدعوات، باب الاستعاذة من أرذل العمر ومن فتنة الدنيا وفتنة النار، ٧/ ٢٠٦، برقم ٦٣٧٤. وكتاب الدعوات، باب التعوذ من فتنة الدنيا، ٧/ ٢١١، برقم ٦٣٩٠.
(٣) من الطرف رقم ٦٣٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>