للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يبين للداعية أهمية القدوة؛ لأن الناس يستفيدون من أفعال الداعية أكثر مما يستفيدون من أقواله، فينبغي له أن يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ليكون قدوة صالحة لغيره (١).

ثامنا: من موضوعات الدعوة: تعليم المدعو لهن: الدعاء والأذكار: إن هذين الحديثين يدلان على مشروعية تعليم المدعوين الأدعية النافعة، والأذكار الجامعة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك مع أصحابه رضي الله عنهم، قال سعد رضي الله عنه في الحديث الأول من هذين الحديثين: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة».

وهذا يبيِّن للداعية أنه ينبغي له أن يعلم الناس الأذكار المشروعة: أدبار الصلوات، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم واليقظة، وغير ذلك من الأذكار، ويعلمهم الدعوات الجامعة المشروعة، حتى ينفع الناس (٢) والله المستعان.


(١) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي ٧/ ٣٤، وانظر أيضا: الحديث رقم ٩، الدرس الثالث عشر.
(٢) انظر: عمل اليوم والليلة، لأحمد بن شعيب النسائي، ص ١٣٣ - ٦٠٩، وكتاب الدعاء، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ٢/ ٧٨٦ - ١٨١٤، وعمل اليوم والليلة، لأحمد بن محمد المعروف بابن السني، ص ٥ - ٣٦٢، والأذكار النووية، للنووي ص ٥، والكلم الطيب، لشيخ الإسلام بن تيمية، ص ٢٤ - ١٢٧، وسلاح المؤمن في الدعاء والذكر، لمحمد بن علي بن همام، ص ٣٣ - ٥٢٢، والوابل الصيب ورافع الكلم الطيب، لابن القيم ص ٧٢، وجلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام، له، ص ٣٠ - ٤٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>