للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمن أعد العدة للجهاد بأعظم وأقوى من الخيل ابتغاء وجه الله عز وجل كالطائرات، والدبابات، والسفن وغيرها مما يستطيعه المسلمون؟ (١).

سادسا: من أساليب الدعوة: التشبيه: إن أسلوب التشبيه من الأساليب المهمة في الدعوة إلى الله عز وجل وقد ظهر في قوله صلى الله عليه وسلم: «معقود في نواصيها الخير» وتفسيره بـ «الأجر والمغنم»، أسلوب التشبيه. قال ابن الأثير رحمه الله قوله: «معقود» أي ملازم لها كأنه معقود فيها " (٢) وتعقّبه الإِمام الطيبي رحمه الله فقال: أقول: يجوز أن يكون الخير المفسر بالأجر والغنيمة: استعارة مكنية، شبهه لظهوره وملازمته بشيء محسوس معقود بخيل، على مكان رفيع؛ ليكون منظورا للناس ملازما لنظرهم، فنسب الخير إلى لازم المشبَّه به، وذكر الناصية تجريدا للاستعارة (٣).

فينبغي للداعية أن يعتني بهذا الأسلوب على حسب الاستطاعة والحاجة (٤).

سابعا: من وسائل الدعوة: القدوة الحسنة: ظهرت في حديث عروة رضي الله عنه هذه الوسيلة؛ لأنه ممن روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الخيل معقود في نواصيها الخير». . " ثم طبَّق ذلك على نفسه فكان يعتني بإعداد الخيل للجهاد في سبيل الله؛ قال شبيب بن غرقدة، الذي روى عنه الحديث: " وقد رأيت في داره سبعين فرسا " وهذا يدل على أنه رضي الله عنه روى للناس الحديث وكان قدوة حسنة لهم في ذلك؛ وقد ذكِرَ عنه أنه اشترى فرسا بعشرة آلاف درهم (٥).

وهذا يبيِّن للداعية أهمية القدوة الحسنة في الدعوة إلى الله عز وجل.


(١) انظر: الحديث ١٨، الدرس الخامس.
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر، باب العين مع القاف، مادة " عقد " ٣/ ٣٧١.
(٣) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح ٨/ ٢٦٦٧.
(٤) انظر: الحديث رقم ١٨، الدرس الرابع، ورقم ١٩، الدرس الخامس.
(٥) انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ١/ ٣٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>