للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه احتبس امتثالا واحتسابا، وذلك أن الله تعالى وعد الثواب على الاحتباس، فمن احتبس فكأنه قال: صدقت فيما وعدتني " (١).

وهذا يوضح أهمية احتساب الأجر والثواب والتصديق بوعد الله عز وجل (٢).

رابعا: من أساليب الدعوة: الترغيب: ظهر في هذا الحديث أهمية الترغيب في اتخاذ الخيل وإعدادها للجهاد في سبيل الله عز وجل، وابتغاء مرضاته، ورغبة في حماية المسلمين والدفاع عنهم، والدعوة إلى الله عز وجل؛ فإن في ذلك الفضل العظيم؛ لأن الله يثيب من فعل ذلك عن كل ما تأكله الخيل، أو تشربه، أو يخرج من بول وروث، ويكون ذلك كله في موازين حسناته (٣) وهذا فيه ترغيب في اقتناء كل ما يساعد على الجهاد والعناية بكل ما فيه قوة المسلمين في كل زمان بما يناسبه (٤).

فينبغي للداعية العناية بترغيب الناس في ذلك (٥).

خامسا: التصريح بذكر بعض الألفاظ المستقذرة عند الحاجة: لا حرج على الداعية إلى الله عز وجل أن يذكر بعض الألفاظ التي يستحيى منها أو تستقذر إذا دعت الحاجة لذلك؛ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: بول الفرس وروثه وأنه في موازين حسنات من وقفه في سبيل الله عز وجل. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " لا بأس بذكر الشيء المستقذر بلفظه عند الحاجة " (٦).


(١) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، ٨/ ٢٦٦٧، وانظر: فتح الباري لابن حجر، ٦/ ٥٧، وعمدة القاري للعيني، ١٤/ ١٤٦.
(٢) انظر: الحديث رقم ٢٧، الدرس الثاني، ورقم ٣١، الدرس الثالث.
(٣) انظر: الاستذكار لابن عبد البر ١٤/ ١٤، ومنار القاري، لحمزة محمد قاسم ٤/ ٩٩.
(٤) انظر المنهل العذب الفرات من الأحاديث الأمهات من صحيح الإِمام البخاري، لعبد العال ٣/ ٢١٤.
(٥) انظر: الحديث رقم ١٨، الدرس الخامس.
(٦) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٦/ ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>