للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مريم - صلى الله عليه وسلم - للدجال فقال صلى الله عليه وسلم: «ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته. .» ثم يبين صلى الله عليه وسلم: أن بعد ذلك يبقى شرار الخلق فعليهم تقوم الساعة (١).

وهذا كله يبين أن الإسلام يبقى إلى قبيل قيام الساعة، والحمد لله رب العالمين (٢).

ثالثا: من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: الإخبار بالأمور الغيبية: دل هذا الحديث على أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - رسول الله حقا؛ لأنه أخبر بأمور غيبية كثيرة وقعت كما أخبر، وأمور غيبية أخرى لم تقع وستقع لا محالة كما أخبر - صلى الله عليه وسلم -، ومنها قتل اليهود، وتطهير الأرض منهم، وتخليص المسلمين من شرهم؛ قال العلامة العيني - رحمه الله - في فوائد هذا الحديث: " وفيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بما سيقع عند نزول عيسى عليه السلام: من تكلم الجماد والإخبار والأمر بقتل اليهود، وإظهاره إياهم في مواضع اختفائهم " (٣). وسيقع ذلك كما أخبر صلى الله عليه وسلم (٤).

* * * *


(١) صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه، وذهاب أهل الخير والإيمان، وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان، والنفخ في الصور، وبعث من في القبور، ٤/ ٢٢٥٩، برقم ٢٩٤٠.
(٢) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، ٧/ ٢٩٣، وانظر أيضا: الحديث رقم ٥٥، الدرس الرابع.
(٣) عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ١٤/ ١٩٩، و ١٦/ ١٣٤، وانظر: فتح الباري، لابن حجر ٦/ ١٠٣، ٦١٠، وإرشاد الساري للقسطلاني ٥/ ١٠٥.
(٤) انظر: الحديث رقم ٢١، الدرس الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>