للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خامسا: من أساليب الدعوة: الترهيب: ظهر أسلوب الترهيب في هذا الحديث؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين بمفهوم حديثه أن من لم ينطق بالشهادتين ويعمل بمقتضاهما ظاهرا وباطنا؛ فإنه لا يكون معصوم الدم والمال، بل يكون دمه مهدورا وماله غير معصوم، وكذلك لو نطق بهما وعمل بهما ولكن لم يقم بحقهما، فهو معرض لإقامة الحد عليه إن وقع فيما يوجب الحد؛ لأن من قالها فقد دخل في الإسلام ولزمه حقه، وحق ما في الأبدان من حدود، وما في الأموال من حقوق (١). ولهذا - والله أعلم - قال صلى الله عليه وسلم: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمفارق لدينه التارك للجماعة» (٢). فينبغي للداعية أن يستخدم هذا الأسلوب عند الحاجة إليه (٣).

سادسا: من موضوعات الدعوة: الحث على الجهاد في سبيل الله عز وجل: إن الحث على الجهاد في سبيل الله عز وجل، والاستمرار فيه من أهم الموضوعات التي ينبغي العناية بها؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله»، وهذا يؤكد أهمية الحث على الجهاد حتى يدخل الناس في الإسلام ويستقيموا على ذلك (٤).


(١) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ١/ ١٨٩، وبهجة النفوس، لابن أبي جمرة ٣/ ١٣٣.
(٢) متفق عليه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. البخاري، كتاب الديات، باب قول الله تعالى: أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص. . [المائدة: ٤٥]، ٨/ ٤٨، برقم ٦٨٧٨، ومسلم، في كتاب القيامة، باب ما يباح به دم المسلم، ٣/ ١٣٠٢، برقم ١٦٧٦.
(٣) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الثالث عشر، ورقم ١٢، الدرس الثالث.
(٤) انظر: الحديث رقم ٢، الدرس الثالث، ورقم ٨، الدرس الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>