للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينبغي للداعية أن يكون حريصًا على انتصار أمة الإسلام اقتداء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (١).

خامسًا: من معجزات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تحقق وقوع ما أخبر به: دل الحديث على معجزة ظاهرة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تدل على صدقه وأنه رسول الله حقًّا؛ لأنه قال: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله» فقد وقع ذلك كله فافتتح المسلمون بلادهما، واستقرت لهم، واقتسموا كنوزهما (٢) ولا شك أن هذا من أعلام نبوته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (٣).

سادسًا: من أساليب الدعوة: البشارة: بشر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسلمين بأن ملك كسرى وقيصر سيزول، وأن كنوزهما ستنفق في سبيل الله عَزَّ وجَلَّ، ووقعت البشارة وتحققت للمسلمين والحمد لله (٤) وهذا يؤكد على أهمية البشارة وأنها من الأساليب النافعة في الدعوة إلى الله عَزَّ وجَلَّ؛ لما لها من التأثير المباشر في القلوب. فينبغي العناية بهذا الأسلوب عناية فائقة، والله المستعان (٥).

سابعًا: من أساليب الدعوة: التأكيد بالقسم: ظهر في هذا الحديث أسلوب التأكيد بالقسم في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله». وهذا يؤكد أهمية القسم للتأكيد في الأمور المهمة عند الحاجة لذلك كما فعل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (٦).

[باب من لا يثبت على الخيل]


(١) انظر: المنهل العذب الفرات، لعبد العال أحمد ٣/ ٢٤٦.
(٢) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ١٨/ ٢٥٥، وشرح الكرماني على صحيح البخاري، ١٣/ ٣٣، ٢٣/ ٩٦.
(٣) انظر: الحديث رقم ٢١، الدرس الرابع.
(٤) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٦/ ٦٢٦، ومنار القاري، لحمزة محمد قاسم، ٤/ ١٢٠ - ١٢١.
(٥) انظر: الحديث رقم ٩، الدرس التاسع، ورقم ٨٣، الدرس الأول، ورقم ٨٩، الدرس الرابع.
(٦) انظر: الحديث رقم ١٠، الدرس الخامس، ورقم ١٤، الدرس الخامس.

<<  <  ج: ص:  >  >>