للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحكم الله، فقتل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - رجالهم البالغين، وسبى ذراريهم ونساءهم " (١).

فينبغي للداعية أن يسأل الله الصواب في الأقوال والأفعال ويحرص على ذلك (٢).

خامسا: من صفات الداعية: الحرص على الدقة في نقل الحديث: دل هذا الحديث على أن الحرص على الدقة في نقل الحديث من صفات الداعية المخلص؛ ولهذا قال الراوي في نقل كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " قوموا إلى سيدكم " أو " خيركم ". قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " الشك فيه من أحد رواته أي اللفظين قال " (٣).

وهذا يؤكد حرص السلف الصالح رحمهم الله على الدقة في نقل الحديث (٤).

سادسا: من أصناف المدعوين: اليهود دل هذا الحديث على أن اليهود من أصناف المدعوين؛ ولهذا دعاهم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - إلى الإسلام، ثم عقد معهم العهد، وعندما نقضوا العهد والميثاق حاصرهم، ووافق على أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فحكم فيهم بأن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لقد حكمت فيهم بحكم الملِكِ " وفي لفظ: " قضيت بحكم الله " (٥).


(١) سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٤١٢١ من صحيح البخاري.
(٢) انظر: الحديث رقم ٦٤، الدرس الخامس، ورقم ٧٥، الدرس الثاني.
(٣) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٧/ ٤١٢، وانظر: عمدة القاري للعيني، ١٦/ ٢٦٩.
(٤) انظر: الحديث رقم ٢١، الدرس العاشر.
(٥) انظر: الحديث رقم ٨٩، الدرس العاشر، ورقم ٩٢، الدرس الرابع عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>