للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عبادة بن الصامت - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: «صلى بنا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - يوم حنين إلى جنب بعير من المقاسم ثم تناول شيئا من البعير فأخذ منه قردة - يعني وبرة - فجعل بين أصبعيه ثم قال: " أيها الناس إن هذا من غنائمكم. أدوا الخيط والمخيطَ فما فوق ذلك فما دون ذلك، فإن الغلول عار على أهله يوم القيامة، وشنار (١) ونار» (٢) فينبغي للداعية أن يحذر المدعوين من الغلول ويُبيِّن لهم خطره، أسأل الله لي ولجميع المسلمين العافية في الدنيا والآخرة.

ثانيًا: من صفات الداعية: الأمانة: ظهر في مفهوم هذا الحديث أن الأمانة من صفات الداعية؛ لأن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - بين أن هذا الرجل دخل النار بسبب عباءة غلها، فدل ذلك على خيانته وعدم حفظه للأمانة، ودل مفهوم المخالفة على أنه ينبغي للداعية أن يكون أمينا في كل شيء، والله المستعان (٣).

ثالثا: من أساليب الدعوة: الترهيب: دل هذا الحديث على أن أسلوب الترهيب له مكانة عظيمة في الدعوة إلى الله - عز وجل؛ لما يحمل عليه من التخويف؛ ولهذا قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - لهذا الرجل: «هو في النار» بسبب العباءة التي غلها، وهذا فيه تخويف عظيم من الغلول يردع النفوس عن مثل هذا العمل القبيح (٤).


(١) الشنار: العيب والعار، وقيل: هو العيب الذي فيه عار. النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الشين مع النون، مادة " شنر " ٢/ ٥٠٤.
(٢) ابن ماجه، كتاب الجهاد، باب الغلول، ٢/ ٩٥٠، برقم ٢٨٥٠، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه ٢/ ١٣٩، وسلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ٩٨٥٠ وإرواء الغليل ٥/ ٧٤، وانظر: القواعد في الفقه الإسلامي لابن رجب، ص ٢٣٠.
(٣) انظر: الحديث رقم ٢٩، الدرس الثالث، ورقم ١٣٢، الدرس الرابع.
(٤) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الثالث عشر، ورقم ١٢، الدرس الثالث.

<<  <  ج: ص:  >  >>