للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" سمّ ابنك عبد الرحمن "، وهذا فيه حث وتأكيد على التسمية بهذا الاسم؛ وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أحب أسمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن» (١).

، وهذا يؤكد للداعية أهمية حض الناس على تسمية أولادهم بالأسماء الطيبة الحسنة، والله المستعان (٢).

رابعا: من أساليب الدعوة: تطييب قلوب المدعوين وربطها بخالقها: إن في هذين الحديثين دلالة واضحة على أن من أساليب الدعوة إلى الله عزّ وجلّ تطييب قلوب المدعوين وربطها بخالقها، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا قاسم أقسم بينكم»، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «ما أعطيكم ولا أمنعكم إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت»، أي لا أعطي أحدا ولا أمنع أحدا إلا بأمر الله عزّ وجلّ (٣).

قال الإمام القرطبي رحمه الله: " فإنما أنا قاسم " "يعني أنه هو الذي يبين قسم الأموال في المواريث، والغنائم، والزكوات، والفيء وغير ذلك من المقادير، فيبلغ عن الله حكمه، ويبيّن قسمه، وليس ذلك لأحد إلا له" (٤).

، وهذا فيه تطييب لقلوب المدعوين وربط لها بخالقها، ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي». . . " (٥).

* قال ابن بطال رحمه الله: "معناه أني لم أستأثر من مال الله تعالى شيئا دونكم، وقاله تطييبا لقلوبهم حين فاضل في العطاء، فقال: الله هو الذي يعطيكم لا أنا، وإنما أنا قاسم فمن قسمت له شيئا فذلك نصيبه قليلا كان أو كثيرا" (٦).

، وهذا يؤكد أهمية تطييب قلوب المدعوين بما يدخل السرور عليهم ويربط قلوبهم بربهم عزّ وجلّ.


(١) مسلم، كتاب الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم، وبيان ما يستحب من الأسماء، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، ٣/ ١٦٨٢، برقم ٢١٣٢.
(٢) انظر: تحفة المودود بأحكام المولود، لابن القيم، ص ٧١.
(٣) انظر: فتح الباري، لابن حجر، ٦/ ٢١٨.
(٤) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ٥/ ٤٥٧.
(٥) متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه: البخاري، كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ١/ ٣٠، برقم ٧١، ومسلم، كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة، ٢/ ٧١٩، برقم ١٠٣٧.
(٦) نقلا عن النووي من شرح صحيح مسلم، ١٤/ ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>