للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد من الحديث أن الحرص على المال والشرف، وهو الجاه والمنصب، أكثر إفسادًا للدِّين من إفساد الذئبين للغنم، لأن ذلك الأشر والبطر يستفز صاحبه ويأخذ به إلى ما يضره، وذلك مذموم لاستدعائه العلو في الأرض والفساد المذمومين شرعًا.

قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: «ما من أحدٍ أحب الرياسة إلا حَسد وبَغى وتَتبع عيوب الناس، وكره أن يُذكر أحَدٌ بخير».

حُبُّ الرياسةِ داءٌ يُخْلِقُ الدُنْيَا ... ويجعلُ الحُبَّ حَرْبًا للمُحِبِّينَا

يَفْرِي الحلَاقِمَ والأرحامَ يقْطَعُها ... فلا مروءةَ تبقَى لا ولا دينَا

(يُخْلِقُ الدُنْيَا): يُفسدها، (يَفْرِي): يشق، (الحلقوم): تجويف خلف تجويف الفم، وهي مجرى الطعام والشراب والنفس، والجمع حلاقم وحلاقيم. والمعنى أنه يؤدي إلى قتل النفوس وإزهاق الأرواح.

٨ - كثرة المزاح:

فإن كثيره يورث الضغينة ويجر إلى القبيح والمزاح كالملح للطعام قليله يكفي وإن كثُرَ أضَرَّ وأهلَكَ.

لا تمزَحَنَّ فإنْ مزَحْتَ فلَا يَكُنْ ... مَزحًا تُضافُ به إلى سُوءِ الأدبْ

واحْذرْ ممازحةً تعودُ عداوةً ... إن المزاحَ علَى مُقَدّمةِ الغضبْ

وقال ميمون بن مهران - رحمه الله - “ إذا كان المزاح أمام الكلام كان آخره اللطمُ والشِتَام».

<<  <  ج: ص:  >  >>