للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الليل وينامون في النهار فإنهم يفتقدون لتلك العملية الحيوية المهمة للجسم؛ لأن نوم النهار لا يعوِّض ولا يعتبر بديلًا عن نوم الليل؛ وذلك بسبب اختلاف الجاذبية وطبيعة السكون وعوامل فيزيائية كثيرة وصدق الله العظيم حينما قال: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (١١)} (النبأ: ١٠ - ١١). ولا يمكن تغيير هذه الطبيعية الفيزيائية ولا تغيير طباع الإنسان لكي يتعايش معها. فالليل هو السكن وهو وقت الراحة.

ثامنًا: السهر سبب من أسباب الحوادث:

أعرب خبراء بريطانيون عن قلقهم من أن السهر وقلة النوم مشكلة كانت سببًا في كثرة الحوادث العالمية كانفجار تشيرنوبل، وكارثة مكوك الفضاء الأمريكي تشالينجر وغيرها من الحوادث، وضع فيها اللوم على العمال الذين غلبهم النعاس، أو الذين يشكون من التعب الشديد ولم يتمكنوا من القيام بعملهم على أكمل وجه، كما أثبتت دراسة أمريكية أن ٩٠% من الحوادث الصناعية و (٢٠٠) ألف حادث مروري كل عام سببها قلة النوم!!.

تاسعًا: السهر نزيف اقتصادي:

فعلى سبيل المثال: تصرف الولايات المتحدة الأمريكية ١٦ بليون دولار للتعامل مع المشاكل الناجمة عن اضطراب النوم، كما يصرف الأطباء ٢١٥ ألف وصفة طبية في بريطانيا كل عام لمرضى يعانون اضطراب النوم، فلو حسبنا تكلفة ذلك سواء قيمة الأدوية أو تكلفة العمالة الصحية لوَصَلَتْ بلايين!!

السهر في رمضان:

تزداد مصيبة السهر إذا كان ذلك في ليالي رمضان المباركة، ويجل الخطب، وتعظم المصيبة، إذا كان في العشر الأواخر من رمضان!! فبينما المشمرون في صلاة ودعاء وتضرع والتجاء، إذا بفريق من الناس قد استعدوا في تجهيز ملاعب الطائرة والكرة أو الجلوس على الأرصفة إلى الفجر أو ما بعد الفجر، ثم النوم حتى صلاة المغرب!!

<<  <  ج: ص:  >  >>