للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ريب أن مِن أكثرِ الأمثال تأثيرًا في نفوس السامعين ما كان منتزعًا من واقعهم لصيقًا بعادتهم، سائرًا في حياتهم معبرًا عن مشكلاتهم.

[الاستشهاد بالشعر في الخطبة]

ومما يزين الخطبة، ويزيد من التأثر بها لدى السامع استشهاد الخطيب بالشعر، إن الشعر في موضعه يشد السامع ويلهب عاطفته، ويحرك نفسه، وفي الحديث الصحيح عن أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: «إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكْمَةً» (رواه البخاري).

ومن أول أغراض الشعر أن يكون في المواعظ، والأمثال، والآداب، والأخلاق، والحث على الجهاد أو الإنفاق، أو خلالِ الخير المتنوعة، وكذلك ما يرقق القلوب من شعر الزهد، والقناعة، والتذكير بالآخرة والجزاء.

* سُئِل الشيخ ابن باز - رحمه الله -: هل الاستشهاد ببعض الشعر في خطبة الجمعة مما يحث على مكارم الأخلاق والجهاد في سبيل الله أمر مشروع؟

فقال - رحمه الله -: لا شك بذلك، يقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكْمَةً» (رواه البخاري).، وكان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ينشد مع الصحابة وهم يبنون المسجد ينشد معهم - صلى الله عليه وآله وسلم -:

والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقْنا ولا صلَّيْنا

فأنزلَنْ سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقَيْنا

إن الألى قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبَيْنا

كان رافعًا بها صوته يقول: أبَيْنَا، أبَيْنَا، أبَيْنَا، كما أن عليه الصلاة والسلام أنشدهم وهم يحفرون الخندق.

فالمقصود أن إنشاد الشعر الحق الطيب في الخطب والمواعظ والمحاضرات وخطب الجمعة والأعياد لا بأس به لأنه يؤثِّر ويحصل به خير عظيم». (١)


(١) جريدة المدينة العدد ٩١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>