للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهب البطانةُ واختفى ... الزوارُ، وانفضَّ الحشودْ

وافَوْهُ يومَ نفاقِهِ ... وجَفَوْه أيامَ الرُّكودْ

وإذا رأوْه دعَوْا: ألا بعدًا ... كما بعِدَتْ ثمودْ

أفبعدَ ذاكَ تَظُنُّ أنّ ... أخَا النفوذِ هو السعيدْ؟

إذن هذه هي السعادة الوهمية التي يتصور الناس أنها حقيقة السعادة.

كثير من الناس يبدو لأول وهلة أنهم سعداء، وهم في الواقع يتجرعون غصص الشقاء والبؤس والحسرة.

ومن أوضح الأمثلة على السعادة الوهمية، ما تعيشه أوربا، وبخاصة الدول الإسكندنافية، فهي أغنى الدول، سواء على مستوى الدولة، أو على مستوى دخل الفرد، ومع ذلك فهي تمثل أعلى نسب الانتحار.

فدولة السويد مثلا هي أغنى دولة من حيث دخل الفرد، ولكنها أعلى دولة في نسب الانتحار!!

بينما نجد الدول الإسلامية - مع أن أكثرها فقيرة - تسجل أقل نسبة من نسب الانتحار في العالم.

وهكذا نرى من خلال الواقع أن السعادة الحقيقية ليست في المال ولا في الشهرة، ولا في الشهادات، ولا في المناصب، ولا ما أشبه ذلك من حطام الدنيا.

• موانع السعادة: لا ريب أن هناك موانع كثيرة للسعادة تحول دون الوصول إليها، والتنعم بالعيش فيها. وأهمها:

١ - الكفر: يقول الله - سبحانه وتعالى -: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} (الأنعام: من الآية١٢٥).

هكذا يصور القرآن التعاسة والشقاء تصويرا دقيقا.

٢ - عمل المعاصي والآثام والجرائم: إن المعاصيَ التي يقترفها الناس آناء الليل وأطراف النهار لها آثار مدمرة على الفرد والمجتمع والحياة كلها، وذلك أنّ قوام الحياة

<<  <  ج: ص:  >  >>