للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تهافت النساء على الخروج من البيت لحاجة ولغير حاجة والله يقول: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}.

إنَّ خير النساء امرأة البيت فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ:

«خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ؛ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ» (رواه البخاري ومسلم).

(أَحْنَاهُ): أَكْثَره شَفَقَة، وَالْحَانِيَة عَلَى وَلَدهَا هِيَ الَّتِي تَقُوم عَلَيْهِمْ فِي حَال يُتْمهمْ فَلَا تَتَزَوَّج، (وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْج فِي ذَات يَده) أَيْ أَحْفَظ وَأَصْوَن لِمَالِهِ بِالْأَمَانَةِ فِيهِ وَالصِّيَانَة لَهُ وَتَرْك التَّبْذِير فِي الْإِنْفَاق.

إن مكان المرأة في البيت لا يمكن أن يسده أحد، إن الخادمة في البيت قد تعد الطعام والشراب واللباس وتنظف الملابس والبيت لكنها لا تستطيع أن تمنح البيت حنان الأم.

قال أحد المشايخ الثقات: «لي قريبة تدرس في إحدى المدارس فلما أرادت أن تخرج إلى المدرسة كعادتها لحِقَ بها طفلها الصغير وهو يناديها، فالتفتت إليه وقالت: ماذا تريد فقال: أين تذهبين عني كل يوم فقالت: للمدرسة.

فقال ولماذا؟ قالت: حتى آتي لك بالمال تشتري به ألعاب وحلوى ـ وكأنها تريد أن تخفف عنه لوعة الفراق ـ فلما جاء يوم وأرادت الخروج كعادتها لحق بها ينادي وهو يمد يده قد قبض بكفه على ريال وهو يقول: «خذي يا أماه، واجلسي معي في البيت».

* عليكِ بخدمة الزوج والقيام معه بالطاعة ورعاية أولاده وحفظ ماله ومتاعه فإن لك بذلك عظيم الأجر وجزيل العطاء وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إذَا صَلّتْ المرْأةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي مِنْ أيِّ أبْوَابِ الجَنَّةِ شِئْتِ» (صحيح رواه ابن حبان).

وروى الطبراني في معجمه وصححه الألباني أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «ألَا أخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ فِي الجَنَّةِ؟» (يعني نساء الدنيا) قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «الوَدُودُ الوَلُودُ

<<  <  ج: ص:  >  >>