للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - كم رصيدك من العلم الشرعي والثقافة العامة؟

وهذا أساس لا بد منه حتى يجد الناس عند الخطيب إجابة التساؤلات، وحلول المشكلات، وهو كذلك العدَّة التي بها يعلم الخطيب الداعية الناس أحكام الشرع، ويبصرهم بحقائق الواقع، وبه أيضًا يكون الخطيب قادرًا على الإقناع وتفنيد الشبهات، ومتقنًا في العرض، ومبدعًا في التوعية والتوجيه.

وإذا كانت الدعوة إلى الله أشرف مقامات العبد وأجلّها وأفضلها فهي لا تحصل إلا بالعلم الذي يدعو به وإليه، ولا بد من كمال الدعوة من البلوغ في العلم على حد يصل إليه السعي.

٤ - صلة الخطيب بالله - عز وجل -:

تذكر أنك إنما تخطب وتتكلم بحول الله تعالى وقوته فإن شاء الله تعالى أطلق لسانك وإن شاء عقده، ولو وكلك الله إلى نفسك لعييت وعجزت.

إن حنجرتك التي هي وعاء خروج الأصوات ولسانك وشفتيك وأسنانك التي تصيغ الحروف والنغمات إنما هي خلق من خلق الله تعالى.

واعلم أن الله معك .. شاهد ومطلع عليك .. نظره أسبق من نظر المخاطبين إليك.

فاعتصم بالله، وليكن لك في نبي الله موسى - عليه السلام - أسوة حسنة حيث: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} (طه:٢٥ - ٢٨).

٥ - رُوحانية الخطيب:

الخطيب الناجح في سيره لإعلاء كلمة الله، وبيان شرعه ونشر سنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأمره الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر، يمضي ذلك الداعية وقد وطنَّ نفسه على الجادّة، وجاهدها على هوى المادَّة، وعلمها أخلاقها ونقّاها من أدرانها، وأدبها فأحسن تأديبها على منهاج النبيين - عليهم السلام - وسنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وآله وسلم - وطريقة السلف ومن بعدهم من الخلف الصالحين المصلحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>