للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨١ - إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادى الجليل رضوان خازن الجنة، فيقول: «لبيك وسعديك»، فيقول: «أعدّ جنتي وزينها للصائمين من أمة أحمد، لا تغلقها عنهم حتى ينقضي شهرهم». ثم ينادى مالكًا خازن جهنم: «يا مالك»، فيقول: «لبيك وسعديك»، فيقول: «أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة أحمد، لا تفتحْها عليهم حتى ينقضي شهرهم». ثم ينادى جبريل: «يا جبريل»، فيقول: «لبيك ربى وسعديك»، فيقول: «انزل إلى الأرض فغلّ مردة الشياطين عن أمة أحمد، لا يفسدوا عليهم صيامهم»، ولله - عز وجل - في كل ليلة من رمضان عند طلوع الشمس وعند وقت الإفطار عتقاء يعتقهم من النار عبيد وإماء (١)، وله في كل سماء ملك ينادى، عُرْفه تحت عرش الرحمن ورجليه في تخوم الأرض السابعة السفلى، جناح له بالمشرق مكلل بالمرجان والدر والجوهر، وجناح له بالمغرب مكلل بالمرجان والدر والجوهر ينادى: هل من تائب يُتاب عليه؟ هل من داع يُستجاب له؟ هل من مظلوم فيُنصر؟ هل من مستغفر يُغفر له؟ هل من سائل يعطَى سؤْله. والرب تعالى ينادى الشهر كله: عبيدي وإمائي أبشروا أوشك أن ترفع عنكم هذه المؤنات إلى رحمتي وكرامتي، فإذا كانت ليلة القدر ينزل جبريل في كُبْكُبَة (٢) من الملائكة تصلي على كل عبد قائم وقاعد يذكر الله - عز وجل -، وإذا كان يوم فطرهم باهى بهم ملائكته: «يا ملائكتي ما جزاء أجير وفَّى عمله؟»، قالوا: «رَبّ جزاؤه أن يُوَفَّى أجره». قال: «عبيدي وإمائي قضَوْا فريضتي عليهم ثم خرجوا يعجّون إليَّ بالدعاء، وجلالي وكرامتي


(١) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ» (رواه الترمذي وصححه الألباني).
(٢) كُبْكُبَة ـ بضمتين وقيل بفتحتين ـ: جماعة متضامة من الناس وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>