للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢ ـ غلبة الترخيص عليها:

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: «وَفِي الْحَدِيث (أي حديث صلاة الاستسقاء) تَرْجِيح التَّخْوِيف فِي الْخُطْبَة عَلَى التَّوَسُّع فِي التَّرْخِيص لِمَا فِي ذِكْر الرُّخَص مِنْ مُلَاءَمَة النُّفُوس لِمَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ مِنْ الشَّهْوَة، وَالطَّبِيب الْحَاذِق يُقَابِل الْعِلَّة بِمَا يُضَادّهَا لَا بِمَا يَزِيدهَا» (١).

١٣ - عدم الاهتمام بالخطبة الثانية:

بعض الخطباء الخطبة الثانية لديه كلمات معدودة تتكرر كل جمعة، وأصبح يحفظها الصغير والكبير ممن يؤم مسجده.

وينبغي على الخطيب الاهتمام بالخطبة الثانية مثلما يهتم بالخطبة الأولى، فلا يقتصر على شيء معين لا يزيد فيه ولا ينقص منه؛ فإن ذلك مدعاة للملل، وله أن يجعل الثانية امتدادًا لموضوع الأولى كما أن له أن يجعل الأولى تهتم بموضوع معين والثانية يجعلها علاجًا لمشكلة معينة أو توضيحًا لمسألة فقهية أو حديثًا عن أحوال المسلمين وما يتجدد في المجتمع الإسلامي مما هو بحاجة إلى طرق وبيان وتوضيح.

ومن المستحسن أن يغير الخطيب في نمط الخطبة الثانية فتارة يجعل الثانية مكملة للأولى، وتارة يتحدث في الثانية عن مسألة فقهية، أو يتحدث عن بعض أحوال المسلمين مما يحتاج إلى معالجة ونحو ذلك؛ لأن التغيير ضمن الحدود الشرعية أدعى لتقبل الناس وارتياحهم وشعورهم بأن خطيبهم حريص على إفادتهم فوائد متنوعة.

[تنبيه]

في بعض الأماكن ينتشر الجهل ولا يعرف كثير من المسلمين أحكام الإسلام الأساسية من التوحيد والطهارة والصلاة والصيام؛ فيمكن أن تكون الخطبة الثانية فرصة لتعليمهم ذلك. ولن يجتمع أمام الخطيب في درس الفقه مثلًا عددٌ من الحاضرين كعددهم في صلاة الجمعة.


(١) فتح الباري:٢/ ٦١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>