للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموروثة هذا ربنا يقول: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (٣٦) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (٣٨)} (١).

يعني كلمة {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (٣٨)} هذه نزلت فين في صحف موسى وإبراهيم الذي وفَّى هذه بالضبط موجودة في كتب الأنبياء السابقين يعني ليس فقط خصيصة الإسلام لكن هم الذين حرفوا {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (٣٦) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (٣٨) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (٤٠) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (٤١)} (٢) كلام فعلاً لا يقوله إلا إله الخالق، وعشان هكذا أيضًا بيحتاج للتغطيس والتعميد، من أجل أن التعميد يمسح هذه الخطيئة، وطبعا فيه تناقض منين بتقولوا إن الصلب كفر الخطيئة عن البشر ومنين ما زال ملوث أيضًا ومحتاج تعميد من أجل أن ينفع يدخل الجنة يكون على دينهم.

يعني فالشاهد هذا ينافي التكريم، ولذلك الناس في كل الدنيا الآن بتنفر من هذا الدين نتيجة شيء لافت ولا عقل ولا علم، كيف يكون الطفل المسكين يولد وهو محمل بأوزار وخطيئة مزعومة، وأصلاً ليست خطيئة أصلية لأن آدم - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يهبط إلى الأرض طهره الله من هذه المخالفة ثم تاب عليه فالله - سبحانه وتعالى - تاب على آدم وعلمه كيف يتوب.

فآدم نزل إلى الأرض وهو مطهر تمامًا من هذه الخطيئة، لكن نزوله إلى الأرض كان قدرًا مقدورًا كما هو معلوم، فالشاهد هذا أيضًا من مظاهر التكريم فمن الذي يكرم ومن الذي يهين، يقول جاء هذا الدستور العظيم ليعلن أن الإنسان هو أكرم مخلوق على وجه الأرض يقول تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (٧٠)} (٣)


(١) النجم: ٣٦ - ٣٨.
(٢) النجم: ٣٦ - ٤١.
(٣) الإسراء: ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>