للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويروى أن أبا الأسود الدؤلي امتن على بنيه باختياره أمهم ذات خلق وعفة فقال لهم «لقد أحسنت إليكم صغارًا وكبارًا وقبل أن تولدوا» فقالوا وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد قال أخذت لكم من الأمهات من لا تسبون بها.

يقول الرياشي «فأول إحساني إليكم تخيلي لماجدة الأعراف بادٍ عفافها» أيضًا يفاخر الأبناء أنه اختار لهم أمًا لا يعيرون بها، فأول إحسان إليكم تخيلي لماجدة الأعراف باد عفافها، لذا قيل إن الأمة الصالحة التي تهز سرير وليدها بيمينها تهز العالم بيسارها، وأنه بصلاحها تصلح الأمة كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبًا طيب الأعراق

الأم روض إذا تعهده الحيا بالري ... أورق أيما إيراق إيراق

الأم أستاذ الأساتذة الأولى ... شغلت مآثرهم مدى الآفاق

هذا الفاروق عمر - رضي الله عنه - يروى عنه أنه أنب أحد الآباء على تفصيله في اختيار الزوجة المناسبة فتفصيل ذلك أن رجلاً جاء يشكو حقوق ولده فأحضر عمر - رضي الله عنه - الولد وأنبه على عقوقه لأبيه فقال الولد يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه قال عمر بلى أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب قال الولد يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئًا من ذلك أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي وقد سماني جعلا جعل وهو الخنفساء ولم يعلمني من الكتاب حرفًا واحدًا فالتفت عمر - رضي الله عنه - إلى الرجل وقال له جئت إلي تشكوا عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسئت أليه قبل أن يسيئ إليك.

رغم أن هذه القصة مشهورة هو لم يسنده في الحقيقة هي قصة مشهورة لكن احنا عايزين ننمى الحاسة النقدية ليس كل شيء حتى لو عجبنا أو يخدم موضوع نتكلم فيه نسلم له في لكوا رأي في القصة هذه؟

جاء لى خاطر أننا نسمي السلسلة لأني معترض بعض الشيء على كلمة الأمية التربوية الإخوة حرفوها وخلوها محو الأمية التربوية وأنا مسميها في الأول «ضرورة محو الأمية التربوية» لأن فيها نوع من الاستعلاء إحنا بقى المتعلمين وهانمحو الأمية بتاعة التربية بتاعة الناس، طبعًا هذا كلام ليس بصحيح،

<<  <  ج: ص:  >  >>