للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى .. والشكر له على ما أنعم من نعم سابغة وأسدى .. أحمده سبحانه وهو الولي الحميد .. وأتوب إليه جل شأنه وهو التواب الرشيد .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نستجلب بها نعمه ونستدفع بها نقمه، وندخرها عدة لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله نجوم المهتدين ورجوم المعتدين ..

ورضي الله عن صحابته الأبرار الذين قاموا بحق صحبته وحفظ شريعته وتبليغ دينه إلى سائر أمته، فكانوا خير أمة أخرجت للناس.

أما بعد ..

فقد شرعنا في الأسبوع الماضي في مدارسة قضية من القضايا التربوية المهمة، بل هي من أهم هذه القضايا، وتناولنا الأسبوع الماضي مبدأ الترغيب والترهيب كأسلوب تربوي إسلامي متميز.

فنشرع هذه الليلة بإذن الله تعالى في مناقشة أو في مدارسة فقه الترغيب، أو فقه مكافأة وإثابة الأطفال.

[فقه الترغيب]

والسؤال الذي يقفز إلى أذهاننا: لماذا نبدأ بفقه الترغيب والإثابة دون فقه التأديب بالعقوبة بأنواعها؟

والجواب: لأن الرفق هو الأصل الذي حثنا عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

فعلى المربي أن يكون معلما أساسا ولا يكون معنفا.

في الحديث: «عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ» (١) وأيضا في الحديث: «إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ» (٢).


(١) مسند أحمد من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -.
(٢) سنن ابن ماجه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال الألباني: حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>