للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلابد أن تعامل الأطفال بعقلهم هم، لكن أن يكون الواحد دائما في صورة جادة وصارمة مع الأطفال؟

لا، فلابد من التصابي كأنك صبي مثلهم، فتداعبهم وتلاعبهم ولا تتعالى عليهم ولا تستصغرهم.

فهذا لا ينافي الوقار والهيبة والإجلال بل يزيد المودة بينك وبين هؤلاء الأطفال.

من المكافأة أيضا أن تقبله فقد روى البخاري أن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه قال: «قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا فَقَالَ الْأَقْرَعُ».

-استغرب يعني: كيف يقبل الحسن حفيده.

«إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ» (١).

وروى البخاري قال: عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ» (٢).

فهذه أيضا من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي مما يزيد الحب والتودد ويكون سببا في تشجيع الطفل وتحفيزه على ما يطلب منه.

فقبلة على جبين أولادك عند ملاعبتهم وعن الذهاب إلى المدرسة وحين تعود إلى المنزل وعند استقبالهم، ..

لا شك ترسل رسالة معينة أن هذا الطفل ماذا؟

محبوب، أنك تحبه.


(١) صحيح البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) صحيح البخاري من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -.

<<  <  ج: ص:  >  >>