للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل هناك فخر أكثر من هذا ..

وَيَوْمَ بَدْرٍ إِذْ يَرُدُّ وُجُوْهَهُمْ جِبْرِيْلُ تَحْتَ لِوَائِنَا وَمُحَمَّدُ .. - صلى الله عليه وسلم -.

فهذا هو أفخر بيت قالته العرب.

هذا أعرابي يسكن البادية، وكان أعرابي معتزا بانتسابه للعروبة، وكان يصهر إليه الخلفاء، وخطب إليه عبد الملك بن مروان لأحد أولاده.

وطبعا كان الخلفاء بدأوا يتزوجون من نساء غير عربيات، فهذا الرجل الأعرابي لما خطب إليه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ابنته لأحد أولاده قال له: جنبني هجناء ولدك

يعني الذين أمهم غير عربية.

فعال نفسه في غير كبر ولا عجب ولا غرور.

وإذا عرف المرء قدر نفسه صانها عن الرذائل وحفظها من أن تهان، ونزهها عن دنايا الأمور وسفاسفها في السر والعلن، وجنبها مواطن الذل بأن يحملها ما لا تطيق أو يضعها فيما لا يليق بقدرها فتبقى نفسه في حصن حصين وعز منيع، لا تعط الدنية ولا ترضى بالنقص ولا تقنع بالدون.

ألم تر إلى شرف نفس الكريم ابن الكريم ابن الكريم، ابن الكريم، نبي الله يوسف بن يعقوب بن اسحاق ابن إبراهيم، عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام.

حين دعا ربه فقال: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} (١) فهذا هو شرف النفس، ومعرفة قدر النفس.

وذلك حينما قال: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}.


(١) يوسف: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>