للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوم حالهم كما وصفت لك لم يكن عندهم مانع من الإتيان بمثل القرآن الذي نزل بلغتهم إلا العجز، وهذا دليل على أن القرآن ليس من كلام البشر بل هو كلام الله جلت قدرته.

وأما من الناحية المعنوية فإن العرب كانوا على مستوى من رجاحة العقل والفطنة والذكاء بحيث يستطيعون الإتيان بمثل القرآن لو كان من كلام البشر، وقصة الخنساء في نقد شعر حسان خير شاهد لما نقول، لكن أنى لهم وهو كلام الله {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (١).

وأما من الناحية الزمنية فإن القرآن لم ينزل دفعة واحدة وإنما نزل منجما في ثلاث وعشرين سنة وبقي التحدي قائما، ولو نزل القرآن دفعة واحدة لاعتذروا بأن الوقت قصير، ولطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يمهلهم، لكن الوقت طويل ولم يكن لديهم مانع إلا شعورهم بالعجز.


(١) سورة فصلت الآية ٤٢