للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له عاصم:

- يا أبت، إنه لا زوجة لي فزوجني.

فقال له عمر:

اذهب يا بني فتزو جها فما أحراها أن تأتي بفارس يسود العرب (١) فتزوجها عاصم فولدت له أنثى أم عاصم، فتربت في بيت الزهد والتقشف فنشأت كما نشأوا وتعلمت رواية الحديث من أبيها وجدها حتى ساقت المقادير عبد العزيز بن مروان للزواج منها، وكان واليا على مصر من قبل أخيه عبد الملك بن مروان فولدت له أربعة أبناء منهم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.

إذن فقد ولد عمر بمصر بحلوان قرية بمصر وأبوه أمير عليها سنة إحدى وقيل ثلاث وستين وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (٢).

ونشأ في نعمة أبيه وفي ترفه فقد كان أبوه أخا للخليفة عبد الملك وله ولاية العهد من بعده، وقد اختار لنفسه مدينة هواؤها عليل ونسيمها بليل بعيدة عن العمران تمتاز بالصفاء والهدوء وبعيون مائها المعدنية التي يستشفى بها من كثير من الأمراض وسكن فيها هو وأهله تسمى مدينة حلوان.

تربى عمر بن عبد العزيز في عز من الملك وبحبوحة من العيش وظل من النعيم، ثم ذهب عمر إلى المدينة المنورة مع أمه لزيارة أخواله ومكث ما شاء الله أن يمكث بها، فأرسل عبد العزيز بن مروان إلى زوجته بالقدوم عليه ومعها ابنها إلا أنها استشارت عمها عبد الله بن عمر في ذلك فأشار عليها بالذهاب وحدها وترك عمر في المدينة ليتعلم العلم ويتأدب بأدبها.


(١) شذرات الذهب ص ١ ص ١١٩.
(٢) تاريخ الخلفاء ص ٢١٢.