للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معناه:

ومعنى قولنا: توحيد الأسماء والصفات: إثبات الصفات والأسماء التي وردت في حق الله سبحانه وتعالى وفق النصوص الثابتة في الكتاب والسنة، كذلك فهم هذه الصفات والأسماء حسبما تدل عليه، دون بحث في تكييف أو تحديد حقيقتها، وكذلك دون نفي لأية صفة وردت في حق الخالق سبحانه، ودون تأويلها إذا كانت - من حيث التعبير اللغوي - متشابهة مع بعض صفات المخلوقين، والأمر كذلك فيما يتعلق بالأسماء التي وردت متشابهة.

حقيقة موقف أهل السنة من هذه القضية:

لقد قلنا: إن قضية " الصفات الإلهية " كانت ذات تأثير كبير في مجال الدراسات الإسلامية كما كانت محور جدل مستفيض لدى كثير من الأشخاص والجماعات والفرق في البيئة الإسلامية، وكان النقاش والحوار يدور حول إثبات الصفات لله سبحانه وتعالى، أو نفيها عنه، أو إثبات بعضها ونفي بعضها الآخر.

ومصدر هذا الجدل الحاد والحوار الساخن فيما بينها، أن الله سبحانه وتعالى قد وصف نفسه بصفات، وسمى نفسه بأسماء مشابهة في ظاهر اللفظ لما يوصف به بعض خلقه ويسمى به، مثل القوة، والسمع والبصر، والإرادة، وأنه ذو يدين، وأن له عينين كما قال: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} (١).

وقال:

{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} (٢).


(١) سورة طه الآية ٣٩
(٢) سورة القمر الآية ١٤