للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنه استوى على العرش، وأنه ينزل إلى سماء الدنيا، وغير ذلك من الصفات والأسماء الموهمة للتشبيه بين الخالق والمخلوق، مع أنها في حقيقة الأمر ليست كذلك.

أما أهل السنة والجماعة وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم وجم غفير من أساطين المحدثين والفقهاء والعلماء المسلمين، فقد أثبتوا هذه الصفات، وتلك الأسماء لله سبحانه وتعالى كما وصف بها نفسه، وكما وصفه بها رسله، دون محاولة منهم لبيان كيفيتها أو شرح طبيعتها، أو كما يقول ابن تيمية: فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات، مع نفي مماثلة المخلوقات: إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (١).

ففي قوله:

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (٢)

رد للتشبيه والتمثيل، وقوله:

{وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٣)

رد للإلحاد والتعطيل (٤).

ومعنى هذا: أن الصحابة ومن تابعهم وتابع منهجهم في فهم الصفات الإلهية ودلالتها لم يدر بخلدهم لا من قريب ولا من بعيد أي تفكير حول نفي هذه الصفات والأسماء الإلهية، ومن ثم فقد فهموا قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (٥).

على حقيقته دون تحريف أو تمثيل أو تكييف.


(١) سورة الشورى الآية ١١
(٢) سورة الشورى الآية ١١
(٣) سورة الشورى الآية ١١
(٤) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية جـ / ٣، ص٤.
(٥) سورة الفتح الآية ١٠