للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن المعلوم أن في زواج البكر من الألفة التامة، لما جبلت عليه من الأنس بأول إنسان تكون في عصمته، بخلاف الثيب التي قد تظل متعلقة القلب بالزوج الأول؛ فلا تكون محبتها كاملة، ولا مودتها صادقة، مما يدفعها أحيانا إلى النفور من الأخير، أو الفتور في معاملته.

وقد ذكرت الأحاديث التي سقناها مجموعة من الصفات التي تتميز بها البكر، منها:

١ - كثرة ملاطفتها لزوجها، وملاعبتها له، ومرحها معه.

٢ - عذوبة ريقها، وطيب فمها، بما يحقق لزوجها متعة عظيمة حين معاشرتها، كما أن عذوبة الأفواه تفيد حسن كلامها، وقلة بذائها وفحشها مع زوجها، وذلك لكثرة حيائها؛ لأنها لم تخالط زوجا قبله.

٣ - كونها ولودا، حيث لم يسبق لها الحمل والولادة.

٤ - رضاها باليسير، من الجماع والمال والمؤنة ونحو ذلك؛ لكونها - بسبب حداثة سنها - أقل طمعا، وأسرع قناعة؛ فلا ترهق زوجها ما لا يطيق لكثرة مطالبها.

٥ - كونها أقل خبا، أي مكرا وخداعا، لما جبلت عليه من براءة القصد، وسذاجة الفكر. فهي - في الغالب - غفل لا تزال على فطرتها، لا تعرف حيلة، ولا تحسن مكرا.

ومع كل، فإنه يجوز للرجل اختيار الثيب إذا توفر لديه من الأسباب ما يدعوه إلى ذلك، قال صاحب عون المعبود في التعليق على حديث جابر: " وفيه دليل على استحباب نكاح الأبكار، إلا المقتضي لنكاح