للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مستوري العورة في وقت الاغتسال، سواء كان مسلما أو غير مسلم، فهل يجوز هذا الاغتسال أم لا، مع العلم أن الجميع لم يجد أية حيلة ليستر العورة، حيث إن جسد الإنسان توجد عليه غبرة كثيرة حسب المعدن؟

الجواب: العورة ما يجب على الإنسان ستره في الصلاة، وهي من الرجل ما بين السرة والركبة، ومن الحرة جميع جسدها إلا الوجه، ومن الأمة مثل الرجل، وما يبدو منها في حال الخدمة كالرأس والرقبة وأطراف الساقين والساعد فليس بعورة، وما يجب ستره من هذه العورات في الصلاة يجب في غير الصلاة. وقد جاءت أدلة دالة على وجوب ستر العورة. فروى أبو داود والترمذي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. . وكانت له صحبة قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر. قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك. قلت: يا رسول الله، فالرجل يكون مع الرجل؟ قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل. قلت: فالرجل يكون خاليا. قال: الله أحق أن يستحي منه الناس. وفي رواية: قلت: يا رسول الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض. قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يرينها. قلت: فإذا كان أحدنا خاليا؟ قال: الله أحق أن يستحي منه الناس. وروى مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة (١)» الحديث. وروى الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والتعري؛ فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله، فاستحيوهم وأكرموهم (٢)». وروى الترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الفخذ عورة (٣)».

وبناء على ما سبق من الأدلة فإن ستر العورة واجب في الحالة المسئول عنها، فلا يجوز لأي شخص أن يكشف عورته بمرأى من شخص آخر


(١) صحيح مسلم الحيض (٣٣٨)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٦٣).
(٢) سنن الترمذي الأدب (٢٨٠٠).
(٣) سنن الترمذي الأدب (٢٧٩٥)، سنن أبو داود الحمام (٤٠١٤)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤٧٩)، سنن الدارمي الاستئذان (٢٦٥٠).