للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السؤال الخامس: هل يجوز التوسل بجاه فلان أو حق فلان، وهل تجوز معاشرة الفساق وصحبتهم؟

الجواب: البدع التي لم يشرعها الله عند جمهور أهل العلم، وإنما المشروع التوسل إلى الله سبحانه وتعالى، بأسمائه وصفاته وتوحيده ومحبته والإيمان به، وبالأعمال الصالحات، كما قال سبحانه:

{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (١).

ولم يقل سبحانه: فادعوه بجاه محمد أو بجاه الأنبياء أو بجاه الأولياء أو بحق بيته العتيق أو نحو ذلك، وإنما قال سبحانه:

{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (٢)

أي بأسمائه هو وصفاته، ويدعى أيضا بتوحيده كما جاءت الأحاديث بذلك، ومنها الحديث عن بريدة رضي الله عنه قال: «سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد". فقال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى (٣)». أخرجه أبو داود والترمذي.

ومن ذلك حديث أهل الغار الذين انطبقت عليهم صخرة لما آووا إلى الغار، في ليل فيه مطر، فقد انطبقت عليهم صخرة وسدت عليهم فم الغار ولم يستطيعوا الخروج، فقالوا فيما بينهم: لا ينجينا من هذا إلا أن نتوسل إلى الله بأعمالنا الخالصة، فتوسلوا إلى الله، فتوسل أحدهم إلى الله ببره لوالديه، والثاني توسل بعفته عن الزنا، والثالث توسل بأدائه للأمانة، ففرج الله عنهم.

فعلم بذلك مما ذكرنا أن العبد إذا توسل إلى الله بأسمائه أو بتوحيده،


(١) سورة الأعراف الآية ١٨٠
(٢) سورة الأعراف الآية ١٨٠
(٣) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان. البخاري / العلم / ٢٨.