للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالعبادة لله وحده دون كل ما سواه، وأما صرف الكفار لها لغيره سبحانه فذلك باطل ووضع لها في غير محلها، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (١).

وقال سبحانه في سورة الفاتحة، وهي أعظم سورة:

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٢).

أمر الله المؤمنين أن يقولوا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٣) يعني نعبدك وحدك وإياك نستعين وحدك، وقال عز وجل:

{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (٤).

وقال سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (٥).

وقال عز وجل: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (٦).

وقال سبحانه: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (٧) {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (٨).

إلى غير ذلك من آيات كثيرات كلها تدل على أنه سبحانه هو المستحق للعبادة، وأن المخلوقين لا حظ لهم فيها، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، وتفسيرها وحقيقتها تخص العبادة بحق لله وحده وتنفيها بحق عما سواه.

ومعلوم أن عبادة غير الله موجودة، وقد عبدت أصنام وأوثان من دون الله، وعبد فرعون من دون الله، وعبدت الملائكة من دون الله، وعبدت الرسل من دون الله، وعبد الصالحون من دون الله، كل ذلك قد وقع ولكنه باطل، وهو خلاف الحق، والمعبود بالحق هو الله وحده سبحانه وتعالى.


(١) سورة البقرة الآية ٢١
(٢) سورة الفاتحة الآية ٥
(٣) سورة الفاتحة الآية ٥
(٤) سورة النساء الآية ٣٦
(٥) سورة البينة الآية ٥
(٦) سورة غافر الآية ١٤
(٧) سورة الزمر الآية ٢
(٨) سورة الزمر الآية ٣